فلج المبعوث
إنّ الأفلاج من الموروثات التاريخية العظيمة في السلطنة وقد ابتكرها ونفذها الآباء والأجداد وبذلوا الغالي والنفيس من أجل رعايتها. وكانت قديما المصدر الرئيس للشرب وري المزروعات في كافة أنحاء السلطنة، وتعد الأفلاج الداودية في ولاية عبري مثل فلج المبعوث والمفجور والعراقي والعينين والدريز من الأفلاج القويّة المعروفة بغزارة المياه فيها، وبعد الأمطار الأخيرة ظهرت بوادر عودة جريان الأفلاج وهب الشباب من ولاية عبري والقرى التابعة لها لخدمتها وزاد الحماس لتتبع واستكشاف مجاري فلج المبعوث، ورصد الشباب الأضرار التي لحقت بمجاري فلج المبعوث خصوصًا بعدما نزل أحد كبار السن مع الشباب إلى مجاري الفلج ليؤكد أنّ الفلج لم يخضع لأعمال الصيانة والتنظيف منذ أكثر من 25 سنة.
وأضاف الشعيلي أنّه في ظل الجفاف الذي استمر لسنوات طويلة وعدم مراقبة مجاري الأفلاج والثقاب التابعة لها انهارت الثقاب وانسدت سواعد الفلج. وقبل عشر سنوات أوكلت صيانة الفلج إلى شركة خاصة ولم تكن العمالة الوافدة أمينة في عملها خصوصا في ظل غياب الإشراف على عملهم من جانب الموظفين العمانيين. وأشار الشعيلي أنّ الشباب القائمين حاليا على تنظيف مجاري الفلج تعلموا هذه المهارات من آبائهم الذين قاموا في السابق بتنظيف مجاري الفلج، وهو ما زاد من حماس الشباب للمساهمة في خدمة مجاري الفلج العريق بروح وطنية ومعنوية عالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق